بعد انكشاف سلوك ترامب في التعامل مع انتشار كورونا في دولالعالم، ها هو النظام الأميركي يكشف عن تمييز عنصري وسفور فاضحفي التعامل الإنساني مع الشعب الأميركي، ففيما يتصرف بعنصرية معذوي البشرة السمراء، وعدم مساواة في تقديم الخدمات الطبيةللأميركيين، فإنه يحجب الرعاية الطبية عن كبار السنّ وتركهم يواجهونمصيرهم، باعتبارهم عبئاً على الدولة الأميركية التي تبيّن انه ليس لديهاالإمكانيات الصحية الكافية لتقديم الخدمات لجميع المصابين بفيروسكورونا، وبالتالي جعل الأولوية لإنقاذ صغار العمر… في حين يكشف ذلكالطبيعة المتوحشة للنظام الأميركي…
أولاً، يميط اللثام عن العلاقة ما بين مصلحة شركات التأمين والتخليعن تقديم الخدمات لكبار السنّ، وحصر الخدمة بذوي البشرة البيضاءانطلاقاً من كونهم الأولى بالخدمة الطبية لأنهم بنظر ترامب، أكثرأميركية من بقية السكان السود والملوّنين الذين يصنّفون بمفهوم النظامالأميركي، وتحديداً الدونالدي، بأنهم مواطنون من درجة ثانية، ومنالمهاجرين، وهذا ما يفسّر تركيز ترامب في حملته الانتخابية على كسبتأييد الأميركيين البيض…
ثانياً، انّ الرئيس ترامب عمد إلى خلق أزمة بين الولايات الأميركية،بتركها تتنافس وتتصارع للحصول على المستلزمات الطبية، غيرالكافية، نتيجة سياسات الإدارات الأميركية بتخصيص الخدماتالطبية، وتخلي الدولة عن دورها في تقديم الخدمة الطبية..
ثالثاً، تركيز ترامب اهتمامه على كيفية احتكار لقاح مضاد لكورونا بهدفالمتاجرة به عالمياً.. ايّ انه يريد أن يستغلّ وباء كورونا على الوجهين..
} وجه الاستغلال الداخلي لمصلحة تعزيز شعبيته وسط البيض،ولمصلحة تمكين شركات التأمين الخاصة من تحقيق المكاسب الماديةمن خلال التخلص من أعباء كبار السنّ عبر تركهم يواجهون الموت.. وماآثار الشكوك حول وجود تواطؤ بهذا الشأن، من قبل ترامب مع شركاتالتأمين، التقرير الذي كشفته صحيفة «واشنطن بوست»، والذي يفيدبأنّ وكالات الاستخبارات الأميركية كانت قد حذرت الرئيس ترامب فيكانون الثاني الماضي، من حجم وقوة انتشار فيروس كورونا الجديد،وحاجة البلاد لإجراءات حكومية لاحتواء الأمر، لكن ترامب اختاراستبعاد الأمر، او ببساطة عدم التطرق إلى مدى جديته.. ومع انّ ترامبقال في ما بعد إنه لم يتوقع حصول ذلك، إلا أنّ الكثيرين في إدارتهتوقعوا الأمر لكنهم لم يتمكنوا من جعله يقوم بأيّ بشيء..
} ووجه استغلالي خارجي، بالسعي الى احتكار لقاح يمكّنه من ابتزازالعالم كله وتحقيق أرباح مالية كبيرة لقاء تزويد الدول به، بما يمكنه منإعادة النهوض الأميركي الذي يعاني من الركود والخسائر الكبيرة نتيجةانتشار وباء كورونا وتوقف النشاط الاقتصاد.. وبالتالي ينسب لنفسهالفضل في إنقاذ أميركا من الركود الاقتصادي والتداعيات السلبية التيسيخلفها..
على الرغم من انّ العالم لا يزال غارقاً في الحرب مع كورونا، ومن المبكرالحديث عن حجم التداعيات والانعكاسات التي ستولدها نتائج هذهالحرب انْ على مستوى كلّ دولة، أو على مستوى العلاقات الدولية، إلاأنّ هناك قناعتين قد ترسختا حتى اللحظة لدى شعوب العالم، وهما…
القناعة الأولى، تأكيد الحاجة إلى استعادة دور الدولة المركزي فيتقديم الرعاية والخدمات الصحية والاجتماعية، وعدم تركها للشركاتالخاصة التي تتوسّل الربح، وآخر ما يعنيها الإنسان وانقاذ حياته، لاسيما عندما يكون بحاجة إلى هذه الخدمة، ولا يملك القدرة المالية..
أما القناعة الثانية، فهي انّ النظام الأمثل للبشرية إنما هو النظام الذي يعتمد في سياساته القيم الإنسانية، وهذا النظام انما هو النظام الذي يرتكز إلى تطبيق مفاهيم الاشتراكية، وقيم العدالة والمساواة بين الناس، ويرفض التمييز بينهم، لناحية وضعهم الطبقي، او لناحية لون بشرتهم…